الهيئة الملكية للرياض تعلن عن خطة جديدة ستنهي مشاكل الزحام على طريق الملك فهد وطريق العليا في الرياض

خطة جديدة ستنهي مشاكل الزحام على طريق الملك فهد وطريق العليا في الرياض
  • آخر تحديث

تعد أزمة الازدحام المروري في العاصمة السعودية الرياض واحدة من أكثر القضايا الملحة التي تؤرق حياة السكان، في ظل ما تشهده المدينة من توسع عمراني هائل وتزايد مستمر في عدد السكان والمركبات.

خطة جديدة ستنهي مشاكل الزحام على طريق الملك فهد وطريق العليا في الرياض 

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المختصة، فإن النتائج على أرض الواقع لم ترقي حتى الآن إلى مستوى التطلعات، بل يبدو أن الأزمة تتفاقم بوتيرة متسارعة.

توسع عمراني وكثافة سكانية تفوق استيعاب الطرق

تشهد الرياض نمو عمراني واسع النطاق، مدفوع بزيادة المشاريع السكنية والتجارية والخدمية.

هذا النمو أدى إلى ارتفاع أعداد السكان والسيارات بشكل يفوق قدرة شبكة الطرق الحالية على الاستيعاب، ما خلق حالة من الاختناق اليومي تكاد تصبح جزء من روتين سكان المدينة.

الشوارع الرئيسية والفرعية تئن تحت وطأة الضغط المروري المتصاعد، خاصة في ساعات الذروة.

جهود تقليدية محدودة الأثر

رغم محاولات أمانة الرياض وبعض الجهات المعنية إدخال تعديلات على مداخل ومخارج الطرق، وإنشاء الجسور والأنفاق، فإن تلك الجهود لم تنجح حتى الآن في التخفيف الحقيقي من الأزمة.

كثير من هذه المشاريع وصفت بأنها مسكنات مؤقتة، لا تتعامل مع جذور المشكلة، وهو ما أكده الكاتب الصحفي خالد السليمان في مقاله الذي نشر في صحيفة "عكاظ"، مشير إلى أن "العلاج بالمسكنات لم يعد يخفف الألم".

أزمة لم تعد مرورية فقط

في مقاله المعنون بـ"الاختناق المروري.. أزمة نفسية!"، أكد السليمان أن الآثار النفسية الناتجة عن الزحام اليومي لا يجب أن تهمش، إذ ينعكس الضغط المروري على مزاج وسلوك الأفراد، ويؤثر سلب على الصحة النفسية وجودة الحياة.

فالسائقون، الذين يقضون ساعات طويلة وسط الزحام، يعانون من التوتر والإجهاد اليومي، الأمر الذي يستدعي اهتمام الباحثين والمختصين لدراسة تأثير هذه الظاهرة اجتماعي ونفسي.

مقترحات عملية وجريئة لتخفيف الزحام

استند السليمان في بعض أطروحاته إلى مقترح سابق للدكتور أحمد الجميعة، الذي دعا إلى إعادة توزيع أوقات الدوام، وإتاحة خيار العمل عن بعد لبعض الوظائف الحكومية والخاصة، بهدف تفكيك تكدس الحركة في أوقات محددة.

كما اقترح تقليل الحاجة إلى التنقل من خلال تعزيز الخدمات الإلكترونية، بحيث تنجز المعاملات عن بعد دون الحاجة إلى زيارة الجهات الخدمية.

مترو الرياض والنقل الجماعي

رغم الترحيب الواسع بمشاريع النقل الجماعي وتشغيل المترو المنتظر، إلا أن التوقعات الرسمية تشير إلى أن الأثر المباشر لهذه المشاريع على تخفيف الأزمة المرورية لن يتجاوز نسبة 10 إلى 15٪.

هذه النسبة المحدودة تبرز الحاجة إلى اتخاذ خطوات تكميلية تعزز فعالية النقل العام، وتقلل الاعتماد على المركبات الخاصة، خاصة في ظل الزيادة السكانية المستمرة.

حلول مبتكرة مطلوبة الآن

دعا السليمان إلى التفكير خارج الصندوق من خلال تبني حلول غير تقليدية، مثل:

  • تخصيص يوم دراسي عن بعد أسبوعيا لكل مدرسة، وفق جدول زمني مدروس يغطي مختلف أحياء المدينة.
  • تقسيم خدمات التوصيل جغرافيا، بحيث لا يتجاوز مقدمو الخدمة نطاقهم المحدد، مما يقلل من حجم التنقل.
  • تشجيع استخدام التقنية وتقليل الحركة الناتجة عن مراجعات تقليدية يمكن أن تنجز إلكترونيا.

المدينة تحتاج "عملية جراحية" مرورية

أزمة المرور في الرياض لم تعد مجرد خلل فني في شبكات الطرق، بل تحولت إلى أزمة مركبة تتطلب حلول شاملة وطويلة الأمد.

التخطيط الاستراتيجي، وتحديث القوانين، وتغيير ثقافة التنقل، وتوظيف التقنية بذكاء، كلها عوامل يجب أن تجتمع معا لمعالجة الاختناق المروري المزمن.

فالاعتماد على الحلول المؤقتة يشبه إعطاء المسكنات لمريض يحتاج إلى جراحة عاجلة، والوقت لم يعد في صالح المدينة وسكانها.